خواطر فسبوكية (42)

قرأت اليوم نبوءة لمفسر أحلام يقول فيها إن بشار الأسد سوف يسقط بعد ستة أشهر، وقبلها قرأت نبوءات لمعبّرين آخرين حددوا السقوط بشهر رمضان. فعجبت منه وعجبت منهم، لأن أعظم معبّري الأحلام في التاريخ، يوسف عليه السلام، رأى الرؤيا ولم يعرف توقيتها لا هو ولا أبوه يعقوب عليه السلام، واستغرق تحقيقها زمناً طويلاً، نحو ثلاثين سنة كما يقول المفسرون.

وهذا نبينا الأكرم عليه صلوات الله كانت ثقته بنصر الله أرسخ من الجبال الراسيات، ولم يستمدّ هذه الثقةَ من رؤىً رآها في المنام ولكن من يقين ملأ قلبَه في اليقظة، ولقد اشتدت المحنة عليه وعلى أصحابه فلم يسأل: متى يا رب؟ ولم يرَ أحدٌ من أصحابه رؤيا فعبّرها النبي بأن سقوط طواغيت قريش سيكون في الصيف أو في العيد أو بعد شهر أو ستة أشهر أو سنة أو خمس سنين.

لقد سمعت قبل شهر عن رؤيا مشهورة يتداولها الناس لم أكن سمعت بها من قبل (لأني لست من أهل هذا العالم) فبحثت عنها في الشبكة فوجدت مقطعاً مسجّلاً لها تجاوز عددُ مشاهديه نصفَ مليون. يا إلهي كم عجبت! أعظم الأحاديث المسجّلة التي تنفع المسلم في إصلاح دنياه وأُخراه لا يكاد يتابعها الآلاف، ومنام لا تزيد دلالته على الظن يتهافت عليه مئات الألوف!

يا أيها المؤمنون، يا أهل سوريا الكرام: استبشروا بالرؤى الصالحة خيراً، ولكن لا تصدقوا أن الغيب يكشفه منام ولا تشغلوا أنفسكم بعد الأيام، واعلموا أن النصر يأتي -بتوفيق الله وإذنه- من أعمال المستيقظين، لا من أحلام النائمين.

هذا المنشور نشر في خواطر فسبوكية. حفظ الرابط الثابت.

4 Responses to خواطر فسبوكية (42)

  1. غير معروف كتب:

    some people beleive in faible

  2. التنبيهات: مدونة الزلزال السوري: قرأت اليوم نبوءة لمفسر أحلام يقول فيها إن بشار الأسد سوف ي… | ارشيف صفحة تنسيقية مدينة دوما على الفيس بوك

  3. د/مجاهد عبد الرزاق مخللاتي كتب:

    أعجبتني عبارة قرأتها من فترة أعيد ما أتذكر منها:
    في زمن ازدهار و”يقظة” الأمة الإسلامية، كان عدد المعبرين المشهورين (للرؤى) آحاد، أما في فترة “الكبوة والنوم” ففي كل بلد عشرات المعبرين. ألذلك علاقة بمستوى “اليقظة” و:الصحصحة” التي تعيشها الأمة؟
    في وقت اليقظة-الناس مستيقظون- الرؤى قليلة وكذلك الحاجة لمن يعبرها. في زمن النوم الناس نائمون فالرؤى كثيرة وتحتاج جيشاً من “أهل التأويل” ليفسروا للناس نتاج “سباتهم” 🙂

  4. غير معروف كتب:

    الله اكبر كلام في الصميم

التعليقات