يا أيها العبيد!

الثورة السورية: خواطر ومشاعر (68)

24/12/2012

يا أيها العبيد!

مجاهد ديرانية

لحسن الحظ وصلت رسالتي الأخيرة إلى الشبيحة، أو على الأقل إلى واحد منهم، ويبدو أنه لم يستسغ لفظة “العبيد” فثار وفار وهاج وماج، وأطلق عليّ رشاشاً من قذائف الشتم والهجاء، ثم انتهى إلى استنتاج عبقري، هو أننا نحرمه وأمثالَه من الحياة ومن ممارسة حقهم الطبيعي في الاختيار، ولم ينسَ أن يستعمل الكلمة السحرية التي صارت على كل لسان، فزعم أننا نمارس بحقهم “الإقصاء” الذي نشكو نحن منه إذا مارسه معنا الآخرون!

لا يا أيها العبد، لا تُسِئ فهمي. ومن أنا حتى أحرمك من حقك في الحياة والاختيار؟ من أنا حتى أحرمك من متعة تمجيد بشار وتأليه بشار ورفع صورة بشار ولعق حذاء بشار؟

عش ما شئت أن تعيش، عش إن شئت أن تعيش عبداً رغم أنفي وأنوف ملايين الأحرار، عش إن كنت تسمي الحياة التي تحياها حياة! إن شئت أن تلعق حذاء معبودك بشار فالعَقْه مرتين في الصباح أو ثلاثاً والعقه مثلَهنّ في المساء، لكنْ لا تطلب من الأحرار أن يقتدوا بك ويصنعوا صنيعك، فإن نعال أحذية الأحرار تضجّ بالشكوى إذا داس الأحرار على صورة بشار! أنت وأمثالك تتبركون بلمس أصنام بشار، والأحرار حينما كسروها فمسّوها راغمين غسلوا أيديَهم بالماء ستاً والسابعةَ بالتراب رجاء البُرْء ممّا علق بها من أقذار!

عش إن شئت عبداً ذليلاً، استمتع بعبادة الفاني بشار إن بلغَت بك الغوايةُ أنْ تعدَله بالرب الواحد القهّار، ولكنْ لا تجاهر بعبادتك في الطرقات. أمَا علمت أنّا أمةٌ متحضرة؟ البهائم هي التي لا تبالي أن تقضي حاجتها أمام الناس، أما المتحضرون من الناس فلا يصنعون ذلك إلا في خَلوة لا يراهم فيها أحد. كيف يكون الواحد منكم -يا أيها العبيد- أقلّ حياء من البهائم فينحطّ بذوقه وعقله في ملأ من الناس؟

نحن نُقْصيكم؟ أمَا إنكم أهون من أن نفكر بكم حتى نفكر بإقصائكم. لقد بلغتم من الهوان ما لم يبلغه الذباب، هنيئاً لكم بمرتبة يتعفف عنها الذباب!

ما علمت قبل اليوم أن أحداً يرضى أن يعيش تحت حذاء أحد، فضلاً عن أن يتمناه، ولا رأيت في سوالف الأيام مخلوقات تحت الأحذية إلا الحشرات. أمَا وقد تمنى هؤلاء القوم أن يعيشوا تحت حذاء بشار فهنيئاً لهم بهذه الأمنيات، ولا أرى مصيراً لهم خيراً من مصير الهَوام والحشرات.

هذا المنشور نشر في خواطر ومشاعر. حفظ الرابط الثابت.

3 Responses to يا أيها العبيد!

  1. كتب:

    *نحن عباد لله الواحد الأحد القهار

    و هم عبيد لجحش إســـمه بشار*

  2. التنبيهات: يا أيها العبيد! . . بقلم: مجاهد ديرانية « مختارات من الثورة السورية

التعليقات