يقول أنصار داعش إنها أفضل من كتائب التشبيح والتشويل التي أنهكت الناس في بعض المناطق المحررة، ويقول غيرهم إن داعش واحدةً -على سوئها- أفضلُ من مئة فصيل يتناحر بعضُها مع بعض ويتحرك كلٌّ منها على هواه، ويقول مؤيّدو النظام إن الأمن والاستقرار أيام الأسد أحسن من الفوضى التي انتشرت بعد الثورة.
هذا الأسلوب الجدلي من أساليب “التضليل العقلي” الشهيرة، وهو يهدف إلى حبس المُحاور في ثنائية صارمة ونفي الخيارات الأخرى وكأنها ليس لها وجود، وهو يشبه أن يدفع رجلٌ ابنَه لدراسة الطب، والابنُ يأبى ولا يريد، فيقول له: هل تفضّل أن تصبح زبّالاً تجمع النُّفايات من الشوارع والبيوت؟
هؤلاء يحصرون خياراتنا في (أ) و(ب)، رغم أن الخيارات الحقيقية التي يمكن تطبيقُها تكون عادةً أكثرَ من حروف الهجاء. ألا تدرّس الجامعات مئةَ اختصاص غير الطب؟ ألا توجد بدائل عن داعش والكتائب الفاسدة معاً؟ هل علينا أن نختار بين بقاء الأسد وحريق البلد؟
ستمرّ بكم مواقفُ لا تُحصَى تنكرون فيها أمراً يستحق الإنكار، فيسوّغ أحدُهم بقاءه بقوله: يعني البديل الفلاني أحسن؟
إذا قالها، وهو قائلُها حتماً، فتذكروا مثال الطبيب والزبّال.