جناية داعش على الدين
كان الناس في سوريا في سِني الثورة الأولى أكثرَ حباً بالإسلام وأشدَّ حرصاً على الحياة في ظلاله لأنهم ظنوا أنه دين العدل والرحمة والحرية والكرامة والإنسانية، ثم اكتشفوا أنه دين الظلم والقسوة والاستبداد واحتقار الإنسان وإهدار كرامته ومصادرة حريته، فنفروا من الإسلام وأعرضوا عنه.
أستغفر الله، كيف نسمي ذلك الهجين الكريه إسلاماً وما هو الدين الذي بُعث به نبي المرحمة، محمد عليه الصلاة والسلام؟ لا، ما هذا هو الإسلام، إنه دين تلك العصابة التي سَمّت نفسها زوراً وادعاءً “دولة الإسلام”، وليس بينها وبين الإسلام إلا الأسماء والمظاهر الخداعة: أعلامٌ سود وتطبيقُ حدود وظلمٌ وقسوة بلا حدود.
لا يا سادة، لا تَنفروا من الإسلام، بل انفروا من هذه النسخة المزورة من الإسلام، ارفضوها وأنا معكم لها من الرافضين.
يظن كثيرون أن الذين سيتعلقون برقبة داعش يوم القيامة هم ألوفٌ أو عشراتُ ألوفٍ من الضحايا الأبرياء الذين سفحت داعش دمَهم بغير حق في سوريا والعراق. لا، بل الأمر أعظم من ذلك بكثير، سوف يتعلق برقاب الدواعش ملايينُ المسلمين، بل ملايين الناس من كل الأجناس، يقولون: لماذا -ويحكم- صَدَدْتمونا عن الإسلام؟ لماذا نفّرتمونا من الإسلام؟ لماذا بغّضتم إلى قلوبنا هذا الدين العظيم؟
مَن أصَرّ على البقاء مع داعش بعد اليوم فليعدّ منذ اليوم لذلك اليوم الجواب.